بحث

مالذي تنتظره يا عبدالملك؟ الجرح الحقيقي داخليّ

انور الاشول

اقول لك بلسان المواطن اليمني الذي ارهقته كل هذه السنين كفىٰ..
عشر سنوات من السيطرة، من القمع،من الشعارات، من الحروب، والموت البطيء  ولا تزال تُطلّ علينا بخطابات تعبئة فارغة، تَعِدُ بنصر إلهي لم يأتِ، وبمواجهة "عدوان" لم تخرج منها إلا بمزيد من الفقر والدمار 
هل سألت نفسك يومًا:
 إلى متى تستنزف هذا الشعب باسم "الولاية" و"المقاومة" و"العدوان الخارجي"؟ الم تعتبر بمن سبقوك في هذا المحور المنتهي الصلاحية..
هل تعلم انك اوصلت الناس إلى ان يروا في الكيان الصهيوني مخلصاً لهم منك ومن مليشياتك ؟ 
اليمنيون تعبوا... لكنك مستمر في تكريس معاناتهم..
في كل بيت يمني صار هناك شهيد، أو جريح، أو فقير، أو طفل جائع، أو معلم بلا راتب
 "المقابل ماذا "؟  
لاتحرير لفلسطين، ولانصرة لغزة ولا إسقاط لإسرائيل، ولا حتى إنقاذ لصنعاء من الانهيار ولاحماية لمن يعملون معك في إدارة سلطة غير معترف بها..فقط مزيد من:
الجبايات التي تُنهك الفقير.
الشعارات الدينية التي تُخدّر الوعي وتزيف الحقيقة.
التطييف المنهجي لكل مؤسسات الدولة.
التدهور في الخدمات والقضاء على  ماتبقى من اقتصاد.
القمع لكل صوت يمني حر .
تحاول تبني سلطتك على أنقاض دولة منهارة.
من الذي يقتل اليمنين؟ العدوان الخارجي ام سياساتك المتخلفة ومليشياتك القمعية؟
دعك من الشعارات؛ الشعب أصبح يعرف أن الجرح الحقيقي داخلي..
من الذي جرَّف التعليم ؟
من الذي طمس هوية الدولة والجمهورية ؟
من الذي يُجنّد الأطفال ويدفعهم للموت قسرا واصبحوا بلا مستقبل؟ 
من الذي هدم البيوت وفجر المساجد ؟ 
ورمل النساء..وهجر الملايين
من الذي يحتكر الدين، والوطن، و"الحق الإلهي"؟
لا أحد سواك و جماعتك.
"أين هي نتائج المواجهة التي تتغنى بها ليل نهار" ؟
تُطلق طائرات مسيّرة إلى البحر الأحمر وإسرائيل، ثم تعود لتُطالب المواطن بدفع "زكاة الجهاد"!
أي جهاد هذا ؟ ياعبدالملك جهاد الفقراء ضد بعضهم ؟ جهاد من لا يملك راتبًا ضد من لا يملك كهرباء؟
كفى استثمارًا في الكراهية... كفى احتكارًا واهانة لليمنيين 
أنت لا تحكم اليمن، بل تحكم على اليمن بالإعدام المعجل.
لن يُخلّدك التاريخ كمحرر، ولا حتى خطيب جامع، بل زعيم عصابة اختار أن يحرق وطنه حتى لا يتقاسم السلطة مع أحد.
ختامًا.. اخرج من حياة اليمنيين... إن لم تكن تنوي التعايش معهم لا أحد يطلب منك الاستسلام، بل أن تكف عن التضحية بملايين الناس كي تثبت أنك على "الحق الإلهي" هذه السردية لم يعد يقبلها العصر الراهن .. ابحث عن مخارج قبل فوات الأوان.
ما تبقى من اليمن لا يحتمل المزيد.. انت لاتحكم بحب الناس فكارهوك اكثر من مادحوك،من حولك يخدعوك.
فإمّا أن تختار السلام والواقعية، أو تخرج من المشهد، وتدع اليمنيين يختارون طريقهم بأنفسهم.
هذا اذا كنت تعي و تسمع  ياعبد الملك أو أنك مغيب ومستمتع بعذابات الناس وربما منتظر معجزة لاتتحقق فزمن المعجزات قد ولّى. والتاريخ لايرحم والناس متعطشة للانتقام منك ومن جماعتك ،لاتراهن على قطيعك فاستمرار الحال من المحال.
هذا هو صوت المواطن اليمني الذي فقد ابنه في جبهة لا يعرف لماذا ذهب إليها.
ينتظر راتبًا من سلطة لم يعد يثق بوجودها.
يرى وطنه يُختطف كل يوم باسم "الصرخة" و"الاصطفاء الإلهي" ماذا تنتظر الا يكفي كل هذا ؟

آخر الأخبار