بحث

من ذاكرة الثورة إلى مسؤولية الحاضر !

هاني علي سالم البيض

في كل ذكرى لأكتوبر المجيد لانعود إلى الماضي لنُقيم في نوستالجيا التاريخ بمعنى الحنين إلى الماضي !

‏بل لنستحضر منه الدروس التي تُضيء الطريق في عتمة الواقع الافتراضي وتُذكّرنا بأن الثورة ليست حدثًا مضى 

‏فهو مشروع وطني متجدد ومستمر ومسؤولية تتجدد مع كل جيل ..

‏تلك الثورة لم تكن حدثًا عابرًا !
‏بل لحظة وعي وكرامة حين قرر أبناء الجنوب أن ينتزعوا حريتهم بأيديهم من الاستعمار البريطاني ويبنون دولتهم على أساس من العدالة والنظام والكرامة الإنسانية ..

‏لقد كانت دولة أكتوبر مشروع نهضة حقيقي حررت الأرض، ووحّدت الجنوب وأقامت موسسات جيدة أعادت للإنسان مكانته، وللمرأة حقها، وللشباب أملهم في التعليم والعمل والمشاركة.

‏وفي ظلها عرف المواطن معنى الدولة التي تحمي وتخدم لا التي تُثقل كاهله بالفساد والعبث 

‏دولة كانت تُبنى بالصدق والتضحية وتُدار بروح المسؤولية والعدالة 
‏ولو كانت هناك الكثير من الاخطا والتجاوزات والتصرفات الفردية 
‏ولكنها كانت لاجل الشعب وتطلعاته 

‏لكن التجارب لا تُخلّد إلا بالوعي. 
‏فكما صنعت الثورة مجدها بوحدة الصف والإرادة، 

‏فقد ضيعتها الخلافات والانقسامات حين غابت الرؤية المشتركة. 
‏في مراحل عديدة من الصراع السياسي للأسف 

‏واليوم، ونحن في مواجهة تحدياتٍ تعصف بالوطن من كل جانب، فان الوفاء لثورة أكتوبر لا يكون بالاحتفال بها، 
‏بل بإحياء روحها واهدافها 

‏إنّ الجنوب اليوم بحاجة إلى مشروع وطني جديد يستوعب دروس الماضي، 
‏ويواجه واقع الحاضر بعقل مفتوح 
‏لا بشعارات الماضي وازمات الحاضر 

‏مشروع يُعيد بناء الثقة بين الناس ومؤسساتهم ويصوغ  لإدارة حديثة نزيهة 
‏ويؤسس لشراكة عادلة بين الشمال والجنوب ومع الإقليم والعالم 
‏على قاعدة المصالح المشتركة واحترام إرادة الشعوب في التنمية والازدهار والاستقرار

آخر الأخبار