بحث

الأيام الثقافية اليمنية في الرياض

حمزة يحيى الجبيحي

احتفال بالهوية وروح الأخوة تحت راية التنمية:
 

حمزة الجبيحي
صحفي يمني – عضو مشاورات الرياض
 
في مشهدٍ يفيضُ فخرًا وإعجابًا، تحتضن عاصمة القرار العربي (الرياض) فعاليات الأيام الثقافية اليمنية التي نُظمت برعاية وزارة الإعلام السعودية، تأكيدًا جديدًا على نهج المملكة في تعزيز الحوار الثقافي والتلاقي الإنساني بين الشعوب.


هذا الحدث الذي احتفى بالأصالة اليمنية وجمال تراثها لم يكن مجرد مناسبة فنية بل رسالة قوية عن العمق التاريخي للعلاقات السعودية ـ اليمنية وعن رؤية ثقافية طموحة تسعى لجعل الثقافة محركًا للتقارب والتفاهم.

 
ـ تمتد فعاليات الايام الثقافية على مدار عدة أيام، وتضم برنامجًا ثريًا من الحفلات الغنائية والعروض الاستعراضية والمعارض الحرفية والأجنحة التي تعرض الحرف اليدوية والمصوغات التقليدية، فضلاً عن مشاركة نخبة من الفنانين اليمنيين الذين أضاؤوا ليالي الرياض بإبداعاتهم وموروثهم الفني.. لتشهد الفعاليات إقبالًا جماهيريًا واسعًا يتيح للجمهور السعودي والجالية اليمنية والزوار الاطلاع عن قرب على ملامح الهوية اليمنية. 

هذا الاحتفاء الثقافي يندرج ضمن مبادرة «انسجام عالمي » التي أطلقتها وزارة الإعلام بالتعاون مع جهات وطنية معنية بالترفيه وجودة الحياة وهو تجسيد حي لتثمين التنوع الثقافي التي تتكامل مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 من خلال استضافة ثقافاتٍ شقيقة وعرضها في الفعاليات العامة لتؤكد دور المملكة كمنصة للحوار الثقافي الإقليمي والدولي ومركزاَ يستقطب العقول والمواهب ويقدّم فرصًا للتبادل الإبداعي.


لا يمكن فصل مثل هذا النجاح عن الإطار القيادي الذي يدعم المشاريع الثقافية والتنموية في المملكة، فاهتمام الجهات الرسمية السعودية وحرصها على توفير مساحات للاحتفاء بالتراث والهوية يعكس التزامًا مستدامًا ببناء مجتمع نابض بالحياة الثقافية ويترجم التوجيهات التي وضعت الثقافة جزءًا أساسيًا من خارطة التنمية الوطنية.. فاستمرار تنظيم مثل هذه التظاهرات يعزز الروابط الأخوية بين الشعوب ويُسهم في نقل صورةٍ مشرقة عن الإبداع اليمني إلى جمهور أوسع.


في نهاية المطاف.. مثل هذه الأيام الثقافية ليست مجرد احتفاء بالماضي بل استثمارٌ في الحاضر وبصمةٌ في مستقبلٍ يتلاقى فيه الفن والتراث مع تطلعات الشعوب نحو تعاونٍ أعمق وفرصٍ ثقافية واقتصادية مشتركة.. ولكون الرياض منصة لاحتضان مثل هذه المبادرات، تُثبت مجددًا أنها قلبٌ نابضٌ بالحياة الثقافية في المنطقة وبوابةٌ للتلاقي الإنساني تحت قيادةٍ تبذل من أجل ازدهار الثقافة والفنون مساحةً واسعة من الدعم والرعاية.

آخر الأخبار