بحث

انتفاضة.. لا ثورة

د : مطهر الريدة

انتفاضة الثاني من ديسمبر ٢٠١٧  ابتعدت عن كلمة ثورة في زمن باتت الثورات في اليمن والوطن العربي مصطلح أجوف من معانيها الوطنية ،التي اكتوى بنيرانها كل مواطن عربي . 

فقد كان الزعيم السابق الشهيد على عبد الله صالح لا  يعترف إلا بثورتي ٢٦ من سبتمبر  ١٩٦٢ و ١٤ من اكتوبر  ١٩٦٣ . 
ورسخ لليمن عيدها الوطني الوحدوي  ٢٢ مايو ١٩٩٠ من كل عام . 

وبعد المعركة الغير متكافئة والتواطئ المحلي والاقليمي والدولي للتخلص من الزعيم اصبح اليمن بأكمله في كابوس ونفق مظلم . 

هذا اليوم الذي يذكر اليمنيين والنخب السياسية وقادة المرحلة ما بعد صالح،  بحالة التيه السياسي و الخواء الاجتماعي الذي يعيشوه .. وحالة الفساد المالي والاخلاقي الذي تمرغت اياديهم فيه ، و يرون كل يوم عجزهم في إدارة شئون اليمن . 

لسبب بسيط هو أن الشهداء علي عبدالله صالح كان يحترم  عقول الناس .

فقد أدرك اكثر من غيره كيف يتعامل مع مزاج العقل اليمني تحت كل الظروف وبكل حرفية و فهم و اقتدار ، منذ توليه الحكم في ١٧ يوليو ١٩٧٨ حتى تنازل عنه  في ٢٧ فبراير ٢٠١٢ .

 لذلك استمر ثلاثة عقود حاكماً لرقعة جغرافيه وتاريخية غاية في الصعوبه والتعقيد ٣٣ عاماً حاكماً فعلياً ، ومصلحاً سياسياً .
مدرك لكل ماهو حوله من مؤامرات داخلية وخارجية . 

فتح باب الديمقراطية على مصراعيها لكل اليمنيين والاحزاب ، دون أعتقالات أو خوف او إرهاب . 

حافظ على كرامة كل يمني في الخارج . 
لم يكن الزعيم طوال سنوات حكمه دموياً ، بل حريصاً على كل قطرة دم يمنية . 
استعاد جزر واراضي اليمن بحكمة وصبر . 
اخراج اليمن من النفق المظلم و مستنقع الصمغ الذي وقع فيه من خلال الحروب الداخلية والاغتيالات وعدم الاستقرار . 
بل كان حجر عثره أمام من تسول له نفسه بالمساس بالأمن القومي العربي ، محافظاً على احترام علاقة اليمن بدول الجوار . 

ربما من يحكمون اليمن اليوم لا بد انهم يدركون هذه الحقائق الان . 

رحمك الله يا زعيم فقد أتعبت من جاء بعدك .

آخر الأخبار