عاجل : الحديدة على صفيح ساخن: تحركات أمريكية وتقدم بري مرتقب ضد الحوثيين
الناقد نت - خاص
أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن مرحلة المداهنة السياسية في اليمن تقترب من نهايتها، مع تحضيرات أمريكية وتحركات عسكرية واسعة النطاق تهدف إلى استئناف العمليات القتالية ضد جماعة الحوثي، خاصة في الساحل الغربي. وتأتي هذه التحركات بعد أطول هدنة عرفتها الحرب اليمنية، بدأت في 2 أبريل 2022، وانتهت فعليًا دون تجديد رسمي، وسط إخفاق حوثي في الالتزام بأي من تعهدات بناء الثقة.
فشل في اختبار السلام
وبحسب الصحيفة، لم تُترجم الهدنة إلى واقع ملموس على الأرض، حيث لم يصرف الحوثيون مرتبات الموظفين، ولم يُفتح المجال العام للحريات، وظلت السجون مغلقة على المعتقلين السياسيين. كما واصل الحوثيون استفزازاتهم في البحر الأحمر، ما قوض جهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
ضربات تمهيدية ومعركة مرتقبة
شهدت الأسابيع الماضية أكثر من 350 غارة جوية استهدفت مخازن سلاح ومنشآت عسكرية تابعة للحوثيين، إلى جانب اغتيال عشرات القيادات عبر طائرات بدون طيار تعتمد تقنية "بصمة الصوت"، كان آخرها في مديرية القناوص بتاريخ 11 أبريل. وتؤكد مصادر عسكرية أن هذه الضربات ليست سوى تمهيد لعملية برية تهدف إلى تحرير مدينة الحديدة وانتزاع السيطرة على موانئها الثلاثة.
قوات الجنوب في خط المواجهة
تشير التقارير إلى أن قوات طارق صالح، نجل الرئيس اليمني السابق، وقوات العمالقة المدعومة من دولة الإمارات، هي من ستخوض المعركة على الأرض. ووصفت مصادر أمريكية هذه القوات بأنها "مليشيا من الجنوب"، مؤكدة أن الإمارات هي الداعم الأبرز في هذه المرحلة، في ظل تراجع سعودي عن التدخل العسكري المباشر، رغم فتح موانئها ومياهها الإقليمية أمام القطع العسكرية الأمريكية.
الرياض خارج الصورة.. ولكن تحت التهديد
ورغم محاولات المملكة العربية السعودية الابتعاد عن الصورة الإعلامية، إلا أن الحوثيين لا يزالون يرون فيها "العدو الأول"، وهددوا عبر منصة "X" بشن هجمات صاروخية في حال انطلاق العملية البرية على الحديدة. ويُعتقد أن أي استهداف مباشر للسعودية قد يكون مشروطًا بتوسيع العمليات البرية.
انهيار البنية اللوجستية للحوثيين
مصادر استخباراتية تحدثت عن نجاح كبير في تدمير بنى تحتية عسكرية حوثية، منها مواقع سرية لتصنيع الطائرات المسيّرة وتخزين السلاح في صعدة وعمران وبني مطر. وأفادت التقارير بقصف وادٍ يضم 22 هنجرًا حديديًا تحتوي على مصانع ومخازن، ما يضعف قدرة الحوثيين على الصمود ويعيد المعركة إلى نقطة البداية كما في عملية "عاصفة الحزم".
طارق صالح... اللاعب الأبرز
برز طارق صالح كقائد ميداني محوري في الساحل الغربي، حيث بنت الإمارات له قوة عسكرية ضخمة مكونة من 13 لواء. وبرغم سحب السلاح الثقيل من قِبل أبو ظبي، إلا أن مصادر تؤكد أن صالح حصل على أسلحة نوعية عقب مشاركته في معرض للأسلحة في الإمارات مطلع 2022. وقد أسس غرفة عمليات للطيران المسيّر والرصد، ما يُعزز من قدرته الهجومية.
ساعة الصفر.. تقترب
تأخير إعلان ساعة الصفر، وفقًا للمصادر، يعود إلى إعادة تجهيز وتسليح القوات اليمنية المشاركة، والتي ستحصل هذه المرة على دعم أمريكي مباشر وصلاحيات واسعة. ومن المتوقع استخدام طيران الأباتشي في الحملة المرتقبة، خاصة بعد النجاح الذي حققه في معركة الحديدة عام 2018. وتُشارك في هذا التحرك أيضًا المنطقة العسكرية الخامسة، استعدادًا لفتح جبهة ميدي والتقدم عبر طريق الشام باتجاه الحديدة.
المشهد العسكري في اليمن يتغير بسرعة. وبينما تستعد القوات اليمنية المدعومة إماراتيًا وأمريكيًا لمعركة جديدة قد تقلب موازين القوى، تظل الحديدة، بموانئها الاستراتيجية، هي "الجائزة الكبرى" التي ستحدد مصير المعركة القادمة و كل الأنظار الآن متجهة نحو لحظة إعلان "ساعة الصفر".