مليشيا الحوثي تعيش وهْم الانتصار على العالم… والاتحاد الأوروبي يقترب من تصنيف الجماعة؟
الناقد نت - خاص
تعيش مليشيا الحوثي الإرهابية حالة من التضخم الوهمي والقناعة الزائفة بأنها باتت قوة قادرة على تحدّي العالم، مستندة إلى عملياتها العدائية في البحر الأحمر وهجماتها العابرة للحدود، ومحاولاتها تقديم نفسها كجماعة "منتصرِة" في مواجهة المجتمع الدولي.
غير أن هذا المشهد الذي تروّج له قيادات الجماعة يتناقض تماماً مع التحركات المتسارعة داخل الاتحاد الأوروبي، والتي تشير إلى اقتراب بروكسل من اتخاذ خطوات أشد صرامة تجاه ذراع إيران في اليمن.
في تصريح لافت لصحيفة الشرق الأوسط، أكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، باتريك سيمونيه، أن سلوك الحوثيين بات يمثل تهديداً مباشراً لأمن الملاحة الدولية، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي "يدرس عن كثب" خيارات التعامل مع التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، بما في ذلك مناقشة خيار تصنيف الجماعة.
وأضاف أن "العمليات العدائية ضد السفن الدولية لا يمكن تجاهلها، وأن أي تهديد لأمن الممرات الحيوية سيقابل بمواقف أوروبية أكثر حزماً".
هذا التوجه الأوروبي يأتي بينما يواصل الحوثيون التفاخر بما يسمونه "انتصارات استراتيجية"، رغم الخسائر العسكرية التي يتكبدونها داخلياً، والانهيار الاقتصادي المتفاقم في مناطق سيطرتهم، وازدياد الضغوط الشعبية نتيجة سياسات الجبايات والقمع.
ويؤكد مراقبون أن الجماعة تحاول الهروب إلى الأمام عبر تضخيم خطاب القوة، لكنها في الحقيقة تقف أمام لحظة دولية شديدة الحساسية قد تعيد رسم وضعها القانوني والسياسي بالكامل.
ويرى مختصون سياسيون أن أي خطوة أوروبية باتجاه التصنيف ستضاعف عزلة الحوثيين دولياً، وستقيد قدرتهم على التحرك المالي والدبلوماسي، خاصة بعد تزايد الأدلة على تورطهم في تهديد التجارة العالمية وتلقي دعم عسكري وتقني من إيران.
كما أن التحول الأوروبي سيضع الجماعة تحت ضغط قانوني مشابه لما فرضته واشنطن في سنوات سابقة، وقد يفتح الباب أمام تحالفات دولية أشمل لمواجهة خطرها الإقليمي.
وبينما تتسارع هذه التطورات، تواصل مليشيا الحوثي تبني خطاب متعالي يوهم عناصرها بأنها تفرض معادلة ردع جديدة في المنطقة، في حين أن الواقع يشير إلى أن خياراتها تتقلص، وأن صورة "القوة الصاعدة" التي تروّج لها في إعلامها ليست سوى محاولة لتعويض فشلها الداخلي وخسارتها الشعبية.
