طارق صالح يُسقط خطاب الحوثيين ويعيد رسم معادلة القوة
الناقد نت - خاص
بعث نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية، الفريق أول ركن طارق محمد عبدالله صالح، رسالة تطمين قوية لليمنيين والقبائل المقيمة أو العاملة تحت سلطة مليشيا الحوثي الإرهابية، مؤكداً أنهم سيكونون في حماية الدولة ولن يمسهم الضرر عند انطلاق معركة التحرير.
واستشهد بموقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند دخول مكة، حين قال: "من دخل داره فهو آمن"، في إشارة واضحة إلى أن الهدف هو إنهاء سلطة الحوثي لا إيذاء المواطنين.
وأكد الفريق طارق، خلال لقائه بقيادات المقاومة الوطنية في محوري الحديدة والبرح، أن أبناء المناطق الخاضعة للحوثيين ضاقوا ذرعاً بإرهاب الجماعة، وأنهم سيلتحقون بالجمهورية بمجرد تحرك الجبهات، مشدداً على أنهم “أهلُنا ولن يكونوا إلا في خندق الوطن”، وأن لا خوف على المدنيين الذين لم يكن لهم خيار سوى البقاء تحت قبضة المليشيا.
يحمل خطاب الفريق أول ركن طارق محمد عبدالله صالح بعداً سياسياً يتجاوز مجرد طمأنة الأهالي في مناطق سيطرة الحوثيين، فهو يُعيد تعريف معركة اليمنيين ضد المليشيا بوصفها معركة تحرير وعودة للدولة، لا صراعاً انتقامياً أو ثأرياً كما تحاول ماكينة الحوثي الإعلامية تصويرها، وفقًا لمحللين سياسيين.
ففي الوقت الذي تصعّد فيه مليشيا الحوثي الإرهابية خطابها الطائفي، وتستدعي مفردات “الثأر” و”الاقتحام” و”التنكيل” لتخويف السكان، يأتي خطاب طارق صالح ليهدم هذه السرديات من أساسها.
فالدلالة الدينية لعبارة “من دخل داره فهو آمن” تعني أن الحكومة الشرعية والقوى الجمهورية تتعامل بمنطق الدولة، بينما الحوثيون يتعاملون بمنطق العصابة المسلحة.
هذا التحول في الخطاب يُربك الحوثيين لأنه يضرب أهم أدواتهم في السيطرة: الخوف، فحين يعرف المواطن في صنعاء أو عمران أو ذمار أن الجيش اليمني قادم لتحريره لا لمعاقبته، ينهار أهم أسس التجنيد الحوثي القائم على شيطنة الطرف الآخر.
ويشير محللون سياسيون إلى أن طارق صالح بهذا الخطاب يرسل رسالتين واضحتين:
الأولى: أن الشرعية باتت جاهزة لمرحلة الهجوم وليس الدفاع، وأن المقاومة الوطنية أصبحت قوة منظمة ذات رؤية، وليست مجرد تشكيل عسكري ظرفي.
الثانية: أن الأهالي في مناطق الحوثي جزء من المعركة الوطنية، وأنهم لن يُحاسبوا على وجودهم في مناطق سيطرة المليشيا، بل سيتم احتضانهم وحمايتهم.
أما على المستوى السياسي، فخطاب طارق صالح يعكس ثقة متزايدة في الدعم العربي والدولي، خصوصاً أن المجتمع الدولي بات أكثر ميلاً للنظر إلى الحوثيين كجماعة تهدد الملاحة الدولية والأمن الإقليمي، بعد تورطهم في عمليات إرهابية تستهدف السفن التجارية.
على الجانب الآخر، يعيش الحوثيون حالة توتر وارتباك مع تصاعد الهزائم الداخلية، وتنامي السخط الشعبي ضدهم بسبب الجرعات السعرية، ونهب مرتبات الموظفين، وزيادة تجنيد الأطفال والفقراء للدفع بهم إلى الجبهات.
وفي مثل هذه الظروف، فإن خطاب طارق الذي يخاطب عقل المواطن اليمني وكرامته يشكل تهديداً حقيقياً لبنية الجماعة الأيديولوجية.
ويرى خبراء أن معركة الوعي هي الخطوة الأولى نحو انهيار الحوثي من الداخل، وأن رسائل التطمين لأبناء القبائل والموظفين والمشايخ في مناطق الحوثيين قد تفتح الباب أمام تحركات واسعة ضد الجماعة من عمق مناطق سيطرتها، بالتزامن مع أي تحرك عسكري قادم.
وفي المجمل، فإن خطاب طارق صالح يمثل انتقالاً نوعياً في المواجهة، (طمأنة للناس… وتحدٍّ مباشر للحوثي… وإعلان مبطن بأن ساعة التحرير تقترب).