إمبراطورية علي حسين الحوثي الأمنية.. صراع الخلافة من الاعتقال إلى الهيمنة
الناقد نت - قسم التقارير والتحليل السياسي
تعيش مليشيا الحوثي منذ أسابيع على وقع زلزال داخلي صامت، يتكشّف تباعاً من خلال الاعتقالات المتلاحقة والاتهامات بالتخابر والتجسس التي تطال حتى قيادات الصف الأول.
واعتقال أمين سر المجلس السياسي للجماعة، ياسر الحوري، ليس إلا الذروة في سلسلة بدأت منتصف أكتوبر الجاري مع صعود جناح علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، نحو السيطرة الأمنية المطلقة.
ويؤكد مراقبون أن الحملة الأمنية الواسعة التي نفذها جهاز “استخبارات الشرطة” بقيادة علي حسين الحوثي، لم تكن بهدف مواجهة “اختراقات خارجية”، بقدر ما كانت عملية تطهير داخلي تستهدف خصومه في الأجهزة الموازية، خصوصًا جهاز الأمن والمخابرات بقيادة عبدالحكيم الخيواني.
ويضيف أحد المحللين أن علي حسين، المدعوم من “الحرس الثوري الإيراني” عبر قنوات خاصة، يحاول بناء نسخة جديدة من جهاز استخبارات متغلغل، شبيه بجهاز “ولاية الفقيه” في إيران، كجزء من ترتيبات تمهيدية لخلافة عمه عبدالملك الحوثي.
التحقيقات المستعجلة التي تُدار من قبل صلاح الشهاري وهلال الربادي، وإحالة الملفات إلى المحكمة الجزائية، تكشف عن نية مسبقة لصناعة رواية أمنية إعلامية، تبرر فيها الجماعة حملتها القمعية ضد خصومها الداخليين بذريعة “التخابر مع الخارج”.
ويشير خبير أمني إلى أن “اختلاق خلايا مزعومة مرتبطة بالسعودية وبريطانيا وإسرائيل والمقاومة الوطنية، هو إعادة إنتاج لمسرحيات الاستخبارات الإيرانية التي تُستخدم لتصفية الخصوم وخلق بطل أمني وهمي”.
وترى مصادر سياسية، أن عبدالملك الحوثي يواجه أزمة ثقة غير مسبوقة داخل صفوف قياداته، وقد سمح ضمنياً لعلي حسين بتوسيع نفوذه كـ“اختبار” لفرض السيطرة، في ظل تراجع مكانة القيادة التقليدية وضعف مركز القرار.
ويعتبر مراقبون أن ما يحدث ليس مجرد حملة أمنية، بل تحوّل استراتيجي نحو “دولة أمنية داخل الدولة الحوثية”، يسعى من خلالها علي حسين الحوثي إلى إحكام قبضته على كل مفاصل القوة – من الاستخبارات إلى القضاء – في مسعى لتوريث السلطة مستقبلاً، مستغلاً غياب الشفافية والانقسامات المتصاعدة داخل الجماعة.