الحوثيون يشعلون الحدود لإملاء شروط طهران على السعودية (تحليل)
الناقد نت - خاص
تتجه الأوضاع على الحدود اليمنية-السعودية نحو مرحلة أكثر خطورة، مع تسجيل تصعيد عسكري غير مسبوق خلال الأيام الماضية، وصفه مراقبون سياسيون وعسكريون بأنه تنفيذ مباشر لأوامر إيرانية تهدف إلى استنزاف السعودية وإجبارها على قبول ترتيبات تخدم المشروع الإيراني في اليمن والمنطقة.
وبحسب مصادر ميدانية من صعدة، فقد كثّفت القوات السعودية ضرباتها على مواقع عسكرية تستخدمها مليشيا الحوثي الإرهابية في مديريات رازح، قطابر، شدا، وباقم، بعد رصد تحركات عدائية وتعزيزات كبيرة دفعت بها المليشيا باتجاه الشريط الحدودي.
ويؤكد عسكريون أن الحوثيين يحولون منازل مدنية إلى مخازن سلاح ونقاط انطلاق، في تكتيك اعتادت عليه الذراع الإيرانية لتجنب الاستهداف المباشر، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوفهم خلال الساعات الماضية.
مشروع إيراني مكتمل
ويرى محللون سياسيون أن التصعيد الحالي جزء من استراتيجية إيرانية متدرّجة لإحكام السيطرة على اليمن، ثم استخدامه كمنصة ضغط إقليمي ضد السعودية.
ويؤكدون أن المليشيا الإرهابية تتحرك ضمن خطة إيرانية واضحة تهدف لفرض «خارطة طريق» يمنح الحوثيون بموجبها شرعية سياسية، ويمكّن طهران من حكم اليمن عبر وكلائها.
وبحسب المراقبين، فإن توقيت التصعيد ليس عفوياً، بل يأتي بينما تحاول إيران فتح جبهات جانبية في الإقليم للضغط على الرياض، خصوصاً بعد فشل طهران في تحقيق اختراقات في ملفات أخرى.
وانتشرت خلال الأيام الماضية فيديوهات لجماعات مسلحة من الحوثيين، تترافق مع تصريحات تهدد السعودية وتتحدث عن «ملايين المقاتلين الجاهزين».
ويرى محللون عسكريون أن هذه التصريحات أقرب إلى البروباغندا منها إلى الواقع، وتهدف لرفع معنويات عناصر المليشيا وإرسال رسالة سياسية مفادها أن الذراع الإيرانية مستعدة للتصعيد مهما كانت التكلفة.
ويشير هؤلاء إلى أن الاستنفار الحوثي يعكس حالة ضغط حقيقية داخل الجماعة، مع محاولتها استخدام الملف الحدودي كورقة مساومة لفرض شروطها على السعودية.
ويقول عسكريون إن السعودية تتعامل مع التحركات الحوثية بحذر محسوب، عبر ضربات مركزة تستهدف منصات الصواريخ ومخازن السلاح لمنع أي محاولة مسلحة لاختراق الحدود.
ويضيفون أن الاستفزازات الحوثية لا يمكن فصلها عن مشروع طهران لفتح جبهة استنزاف طويلة، بعد أن ضمن الإيرانيون سيطرة جماعة الحوثي على أغلب مناطق شمال اليمن.
إيران تبحث عن جبهة ضغط جديدة
ومع استمرار التحركات الحوثية وغياب أي مؤشرات لتهدئة، يرى محللون أن المنطقة قد تكون مقبلة على جولة تصعيد أكبر، خصوصاً إذا قررت إيران استغلال الذراع الحوثية لخلط الأوراق في المنطقة.
ويحذر محللون سياسيون، من أن الجماعة الإرهابية قد تلجأ إلى توسيع نطاق التهديدات الصاروخية والمسيرات، في خطوة تهدف إلى جرّ السعودية إلى مواجهة أوسع، أو انتزاع تنازلات سياسية تحت الضغط العسكري.