بحث

اغتيال قيادي لبناني يفضح سرّ حضور «المدربين» في صنعاء .. ومراقبون: الحوثي يعيش انهياراً أمنياً


الأحد 30/نوفمبر/2025 - الساعة: 2:57 ص

الناقد نت - خاص

تشهد الساحة اليمنية تطورات أمنية وسياسية متسارعة يبدو أن لها جذوراً إقليمية أعمق مما تظهره الشوارع. 

مراقبون وسياسيون مختصون يرون أن الاستنفار الأمني الذي أظهرته مليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء مؤخراً، من نشر المدرعات والملثمين إلى فرض حصار على منازل قيادات حزبية، ليس مجرد رد فعل امني عابر، بل جزء من محاولةٍ يائسة لإغلاق ثغرات داخلية بعد سنوات من الاعتماد على مستشارين وقادة أجانب. 

ويقول مختصون، إن ما يربط المشهد اليمني بهذه التطورات هو بصمة واضحة لقوى وتكوينات خارجية.. السجل الموثق لوجود مدربين من الحرس الثوري الإيراني ووجود خبراء من حزب الله في اليمن يُفسر كيف تحولت مناطق السيطرة في الشمال والغرب إلى ما يشبه «قطع شطرنج» على رقعة إقليمية تُحركها طهران وفق حساباتها. 

تقارير وتحقيقات دولية أكدت دور قوات إيرانية في تدريب وتزويد المليشيا، وهو ما عزز قدراتها الصاروخية والبحرية في السنوات الأخيرة. 

الحادثة الدولية الأخيرة، اغتيال القيادي الكبير في حزب الله الذي أمضى سنوات في اليمن وساهم في تدريب عناصر ميدانية، أعادت تسليط الضوء على العلاقة المباشرة بين قيادات حزب الله وميليشيات خارجية. 

أمين عام حزب الله نفسه خرج بتصريحات اعتبرتها مصادر محلية اعترافاً بمشاركة قياديين لبنانيين في بناء قدرات الحوثي خلال السنوات الماضية، ما يعزز قراءة المراقبين القائلة إن الذراع الإيرانية في اليمن كانت تتلقى دعماً فنياً ولوجستياً وأحياناً قيادياً. 

من وجهة نظر سياسيين مختصين، ما نراه الآن، حصار شخصيات مؤتمرة واستنفار حول مطار وصحون إعلامية وحيوية بالعاصمة، هو مؤشّر على رهان داخلي لدى الجماعة، إما إحكام السيطرة بكل الوسائل، أو مواجهة تفجّر قابل للتحول إلى موجة انشقاقات أو احتجاجات. 

سياسيون يربطون أيضاً بين اقتراب ذكرى الثاني من ديسمبر والرهانات الرمزية التي تراها الجماعة مهددة، فتتعامل مع الذكرى كحدث يمكن أن يعيد نسخ لحظات تصدع قديمة إن لم تُقوّضها إجراءات احترازية قاسية. 

مراقبون أمنيون يضيفون أن تصاعد القبضة الأمنية داخلياً يعكس تزايداً في «الاعتماد على القوة» كآلية لإدارة الخلافات داخل صفوف المليشيا. 

ويقول أخرون، إنه وبدلاً من معالجة الأزمات سياسية أو استغلال النفوذ لحلول تفاوضية، تختار المليشيا في اليمن نمطاً أمنياً يعمّق عزلة مناطق سيطرتها ويزيد من المخاطر الإنسانية والسياسية في آنٍ واحد. 

ويحذر خبراء  من أن استمرار هذا المسار سيحوّل اليمن إلى ساحة توظيفٍ أوسع للصراعات الإقليمية، بدلاً من أن يكون ملفاً وطنياً قابلاً للحل. 

ويخلص المراقبون السياسيون، أن ما يجري في صنعاء ليس أزمة محلية مجردة، بل عرض جانبي لصراع إقليمي يتم تصديره عبر أدوات مسلحة، والميل القائم لدى الحوثي لاستخدام أدوات قمعية داخلية ليس إلا انعكاساً لهشاشة قبضتهم وارتباك قياداتهم أمام تحديات رمزية وتكتيكية في آنٍ واحد.

متعلقات:

آخر الأخبار