بحث

الإرهاب الحوثي يعود بوجه أكثر دموية.. التفخيخ والتحالفات الظلامية تستهدف المناطق المحررة


السبت 06/ديسمبر/2025 - الساعة: 8:18 م

الناقد نت - خاص

في مشهد يعيد إلى الأذهان أبشع فصول الإرهاب في اليمن، هزّ انفجار سيارة مفخخة مدينة التربة جنوبي تعز، صباح السبت 6 ديسمبر 2025، مستهدفاً إدارة أمن مديرية الشمايتين التابعة للحكومة الشرعية. 

الانفجار الذي جاء بالتزامن الدقيق مع مرور موكب للعميد حمدي شكري، قائد الحملة الأمنية المشتركة، يكشف عن عودة مروعة لأساليب التنظيمات الإرهابية، ويطرح تساؤلات خطيرة حول التحالف الظلامي بين مليشيا الحوثي الإرهابية وتنظيم القاعدة.

توقيت مريب وتنفيذ محترف
يؤكد مختصون في الشؤون الأمنية أن التوقيت الدقيق للانفجار، الذي تزامن مع مرور خمسة أطقم عسكرية في موكب العميد شكري، يشير إلى عملية استخباراتية محكمة. 

"هذا المستوى من التنسيق لا يمكن أن يتم بشكل عفوي"، يقول محلل عسكري مطلع، مضيفاً أن "العملية تحمل بصمات واضحة لتعاون استخباراتي بين جهات إرهابية متعددة، تملك معلومات دقيقة عن تحركات القيادات الأمنية".

التنفيذ الذي تم باستخدام سيارة من نوع توسان مفخخة بعبوات ناسفة، يعكس مستوى تقنياً متقدماً في صناعة المتفجرات، وهو ما يتطابق مع الأساليب التي اعتاد تنظيم القاعدة استخدامها في اليمن، لكن بتوجيه ودعم استخباراتي من مليشيا الحوثي.

أدلة دامغة
لم يعد الحديث عن تعاون الحوثيين مع تنظيم القاعدة مجرد شكوك أو اتهامات، بل أصبح حقيقة موثقة في تقارير فريق الخبراء الدوليين التابعين لمجلس الأمن.

التقرير الأممي الصادر في أكتوبر 2025 كشف عن "اتفاق ميداني بين الطرفين لوقف الأعمال العدائية وتبادل الخدمات والمعلومات"، في تحول خطير يجعل من مناطق سيطرة الحوثيين حاضنة للإرهاب الدولي.

يشير خبير في الشؤون الاستراتيجية إلى أن "التقرير الأممي وثّق تقديم الحوثيين خدمات طبية لعناصر القاعدة في مناطق سيطرتهم، وهو ما يعني أن هناك تنسيقاً لوجستياً كاملاً بين الطرفين". 

ويضيف: "الأخطر من ذلك أن التقرير أشار إلى تبادل معلومات ميدانية مع قيادات التنظيم، بينهم سعد بن عاطف العولقي، وهو ما يفسر نجاح عمليات القاعدة الـ39 التي نفذها في محافظتي أبين وشبوة خلال الفترة الأخيرة".

استراتيجية زعزعة الاستقرار في المناطق المحررة
يرى محللون سياسيون أن عودة أسلوب التفجيرات المفخخة في المناطق المحررة ليس عملاً عشوائياً، بل جزء من استراتيجية ممنهجة تهدف إلى إفشال أي جهود لتحقيق الاستقرار في هذه المناطق. 

"الحوثيون يدركون جيداً أنهم خسروا المعركة العسكرية في مناطق واسعة من اليمن، لذا يلجأون إلى حرب العصابات والعمليات الإرهابية عبر وكلائهم من تنظيم القاعدة"، يقول أحد الخبراء.

ويضيف باحث في الشؤون الأمنية: "استهداف إدارة أمن الشمايتين، وهي جهاز حكومي يعمل على بسط الأمن والاستقرار، يهدف إلى إرسال رسالة بأن المناطق المحررة غير آمنة، وأن السلطة الشرعية عاجزة عن حماية مواطنيها ومؤسساتها". هذه الرسالة تستهدف بالدرجة الأولى زعزعة ثقة المواطنين بالدولة، وخلق حالة من الفوضى تمهد لعودة نفوذ الجماعات الإرهابية.

شبكة إرهابية إقليمية بقيادة إيرانية
الأخطر في المشهد الحالي هو تحول مليشيا الحوثي من فاعل محلي إلى جزء من شبكة إرهابية إقليمية ودولية. 

التقرير الأممي كشف عن "تصاعد غير مسبوق في مستوى التعاون بين الحوثيين وعدد من التنظيمات المسلحة في المنطقة، بينها حركة الشباب الصومالية وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، إضافة إلى التنسيق مع إيران وحزب الله اللبناني وحركة حماس".

يؤكد خبير في الإرهاب الدولي أن "اليمن أصبح تحت سيطرة الحوثيين مركزاً لتدريب الإرهابيين من مختلف الجنسيات، حيث يتلقى مقاتلون من حركة الشباب الصومالية تدريبات على صناعة العبوات الناسفة وتكنولوجيا الطائرات المسيرة". 

ويضيف: "التقرير الأممي وثّق نقل نحو 400 صومالي إلى اليمن لتلقي تدريبات عسكرية وأيديولوجية في مناطق سيطرة الحوثيين، وهو ما يعني أن اليمن تحول إلى أفغانستان جديدة تحت الإدارة الإيرانية".

معركة وجودية ضد الإرهاب
تفجير التربة ليس حدثاً معزولاً، بل هو جزء من مخطط إرهابي أوسع يستهدف إفشال كل جهود السلام والاستقرار في اليمن، فالتحالف الظلامي بين مليشيا الحوثي الإرهابية وتنظيم القاعدة، والذي أثبتته تقارير الأمم المتحدة بأدلة دامغة، يمثل تهديداً وجودياً لليمن وللمنطقة بأسرها.

المعركة اليوم ليست مجرد صراع محلي على السلطة، بل هي معركة وجودية ضد الإرهاب بكل أشكاله، إرهاب تدعمه إيران وتنفذه مليشيات طائفية وتنظيمات متطرفة. المناطق المحررة التي دفع أبناؤها ثمناً باهظاً من دمائهم لتحريرها من سيطرة الحوثيين، لن تسمح بعودة الإرهاب مرة أخرى تحت أي مسمى أو بأي شكل.

الشعب اليمني الذي صمد في وجه العدوان الحوثي لسنوات، وأفشل مخططات المليشيا مراراً وتكراراً، قادر على إفشال هذا المخطط الإرهابي الجديد، شريطة أن يحظى بالدعم الإقليمي والدولي اللازم، وأن تتخذ الحكومة الشرعية إجراءات أمنية حاسمة تقطع دابر الإرهاب من جذوره.

متعلقات:

آخر الأخبار