بحث

تعز بين القصف والرسائل السياسية… ما الذي تخشاه مليشيا الحوثي؟


الأحد 07/ديسمبر/2025 - الساعة: 6:16 م

الناقد نت - خاص

شنت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025، قصفاً مدفعياً استهدف عدداً من الأحياء السكنية في مدينة تعز، في اعتداء جديد يندرج ضمن مسلسل التصعيد الذي تمارسه الجماعة ضد المدنيين.

وأكدت مصادر محلية، أن المليشيا أطلقت قذائف مدفعية باتجاه مناطق مأهولة وسط المدينة، ما أثار حالة من الهلع بين السكان، في ظل استمرار الاستهداف المتعمد للأحياء السكنية من قبل الحوثيين خلال الأسابيع الماضية.

وفي إطار الرد على هذا التصعيد، أفادت المصادر بأن دبابة تابعة للقوات الحكومية وجّهت ضربة دقيقة إلى مواقع تتمركز فيها عناصر المليشيا شرق تعز، في خطوة قالت القوات الحكومية إنها تأتي ضمن إجراءات الردع على الاستفزازات الحوثية ومحاولات جرّ المدينة إلى جولة جديدة من العنف.

وتواصل مليشيا الحوثي، بشكل متكرر، تنفيذ هجمات عشوائية على الأحياء السكنية في تعز، ما يسفر غالباً عن سقوط ضحايا مدنيين في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية.

قلق حوثي متصاعد
يرى خبراء سياسيون وعسكريون أن هذا التصعيد الحوثي في تعز يأتي في سياق مباشر مع الخطاب الأخير للفريق الركن طارق محمد عبدالله صالح، الذي دعا فيه إلى توحيد الجهود وتحريك الجبهات شمالاً لتحرير صنعاء، مؤكداً أن المعركة أصبحت معركة “تحرير دولة لا انتقام”.

ويشير المراقبون إلى أن الحوثيين يعتبرون أي تحرك سياسي أو عسكري لقوى الشرعية تهديداً مباشراً لسيطرتهم، وأن تعز، باعتبارها إحدى الجبهات الحساسة، كثيراً ما تتحول إلى ساحة لرسائل الجماعة التصعيدية. 

ويؤكد خبراء عسكريون، أن استهداف المدينة الآن يعكس حالة قلق حوثي متصاعد من الاصطفاف الوطني الجديد، والتقارب بين القوى المناهضة للمليشيا، خصوصاً بعد كلمات طارق صالح وسلطان العرادة في ذكرى انتفاضة ديسمبر.

ويرجّح محللون أن القصف الحوثي يحمل بعداً سياسياً أكثر منه عسكرياً، إذ تحاول الجماعة القول إنها ما تزال “ممسكة بزمام المبادرة”، بينما الواقع يعكس ارتباكاً واضحاً من أي مؤشرات على انتقال الشرعية من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم وإعادة التموضع العسكري.

ويعتقد العسكريون أن رد القوات الحكومية شرق تعز رسالة واضحة بأن مرحلة الصمت قد انتهت، وأن التحركات الميدانية ستتزامن مع التحولات السياسية، في إطار إعادة ترتيب المشهد القتالي استعداداً لأي عمليات قادمة، خصوصاً مع تصاعد الحديث عن مرحلة جديدة من توحيد الجبهات.

طمأنة طارق صالح
ويرى سياسيون أن تصريحات طارق صالح التي طمأنت سكان مناطق سيطرة الحوثيين، وركزت على “التحرير لا العقاب”، أربكت الجماعة التي تعتمد خطاب التخويف والتحريض لتجنيد المزيد من المقاتلين، ما دفعها لافتعال تصعيد في تعز لصرف الأنظار وإظهار القوة.

وبحسب المراقبين، فإن التصعيد الحوثي في تعز هو مؤشر على خشية الجماعة من تحالف وطني آخذ في التشكل، قد يغيّر قواعد الاشتباك خلال المرحلة المقبلة.

متعلقات:

آخر الأخبار