بحث

تقدير شامل : خسائر الشعب اليمني جراء استهداف منشآته المدنية من قبل إسرائيل


الثلاثاء 06/مايو/2025 - الساعة: 10:34 م

الناقد نت - خاص

بناءً على مبدأ المحاسبة المعروف بـ"إعادة التقييم" (Revaluation Basis)، والذي يهدف إلى تقدير الخسائر وفقًا لتكلفة الاستبدال الحالية للأصول المدمّرة أو المتضررة، جرى احتساب التكلفة الفعلية التي سيتحملها الشعب اليمني في حال تنفيذ إسرائيل لضربات جوية تستهدف البنية التحتية المدنية الحيوية في كل من موانئ الحديدة (بما في ذلك ميناء رأس عيسى والصليف)، مصانع الأسمنت في باجل وعمران، ومحطات توليد الكهرباء في صنعاء (ذهبان وحزيز).


تُعد موانئ الحديدة الشريان البحري الأهم في اليمن، وتمثل منشآتها، بما فيها الأرصفة والمعدات والمستودعات، بنية تحتية استراتيجية ترتبط مباشرةً بالأمن الغذائي والطاقي للبلاد. كما يحتوي ميناء رأس عيسى على خزانات وقود مملوكة للقطاع الخاص تقدّر تكلفة إعادة إنشائها في الظروف الحالية بأكثر من 300 مليون دولار، فضلًا عن أنابيب النقل الممتدة من صافر إلى الساحل. عند جمع كلفة إعادة بناء وتأهيل كافة هذه المنشآت وفق الأسعار الدولية الحالية وظروف السوق اليمني، تبلغ قيمة الخسائر في قطاع الموانئ وحده ما يقارب مليار وثلاثمائة وعشرين مليون دولار.

أما مصانع الأسمنت في باجل وعمران، فتُعد من الركائز الأساسية للاقتصاد اليمني وقطاع البناء تحديدًا. وتشير التقديرات إلى أن تكلفة إعادة إنشاء هذه المصانع وفقًا للمواصفات الفنية الحديثة تتجاوز 450 مليون دولار.

وفيما يتعلق بمحطات توليد الكهرباء، فإن ضرب محطتي ذهبان وحزيز سيؤدي إلى انقطاع واسع النطاق في التيار الكهربائي، وتعطل معظم الخدمات الحيوية في العاصمة صنعاء والمناطق المجاورة. وتُقدّر تكلفة استبدال هاتين المحطتين ببُنى حديثة تُلبّي الاحتياج القائم بما لا يقل عن 400 مليون دولار.

ولا تقتصر الخسائر على الجانب الإنشائي فقط، بل تمتد إلى خسائر غير مباشرة كبيرة على المستوى الخدمي والاقتصادي، تشمل توقف الخدمات الصحية والمائية والاتصالات، وتعطيل سلاسل الإمداد والنقل، وانخفاض القوة الشرائية، وزيادة البطالة والفقر. وتُقدّر هذه الخسائر غير المباشرة بحوالي 900 مليون دولار خلال السنة الأولى فقط من الانهيار الناجم عن الضربات.

وبذلك، يبلغ إجمالي الخسائر المباشرة وغير المباشرة، وفقًا لتقديرات إعادة التقييم، حوالي 3.07 مليار دولار أمريكي. إلا أن هذه القيمة لا تعكس بصورة كاملة الواقع الاقتصادي المعقّد، خاصة في ظل الزيادات العالمية في أسعار المعدات والمواد الخام، والتضخم، وكلفة الشحن والتأمين إلى اليمن، والفرص التنموية الضائعة. لذلك، وبناءً على منهج إعادة التقييم المعمق، جرى مضاعفة هذا الرقم لتقديم تقدير أقرب إلى الواقع.
ليصبح إجمالي الخسائر الحقيقية خلال يومين فقط  التي سيتكبدها الشعب اليمني وبنيته التحتية جراء هذا النوع من الاستهداف العسكري الإسرائيلي، ما يقارب ستة مليارات ومائة وأربعين مليون دولار أمريكي (6.14 مليار دولار)، وهو رقم يعكس حجم الكارثة التي ستحل على ملايين المدنيين اليمنيين في حال استهداف هذه المنشآت المدنية الحيوية

الباحث الاقتصادي: 
رياض الاكوع

متعلقات:

آخر الأخبار