الحوثي : في فخ الغموض: معركة الأرض تقترب بلا إنذار!
الناقد نت - المحرر السياسي
في لحظة صمت خانقة، يقف الحوثي والشرعية معًا على أعتاب معركة برية تلوح في الأفق. كلا الطرفين يعلم يقينًا أن الحرب قادمة لا محالة، لكن متى ستنطلق شرارتها الأولى؟ وأين ستبدأ؟ وكيف ستتدحرج كرة اللهب فوق الأرض اليمنية؟ لا أحد يعرف. الغموض يكتنف كل شيء.
تتعدد السيناريوهات المحتملة.
هل تكون الانطلاقة الكبرى من ساحل المخا، حيث تتقدم القوات برا باتجاه الحديدة؟ أم عبر إنزال بحري مباغت يغير قواعد الاشتباك؟
ربما تكون جزيرة كمران هي نقطة البداية، يعقبها زحف واسع نحو المدينة، الميناء، والصليف، مما يقطع الشريان البحري الذي يعتمد عليه الحوثي بشدة.
أم أن المحور الأكثر حساسية سيكون عبر البرح – مقبنة – شمير، حيث يسمح التقدم هناك بتوسيع رقعة الاشتباك نحو تعز الغربية، وخلخلة دفاعات الحوثي القلقة بطبيعتها؟
ولا يُستبعد أن تُفتح جبهات ملتهبة في الداخل أيضًا، عبر كرش – ماوية – القاعدة – إب، خاصة مع تنسيق محتمل لإشعال جبهات مأرب ومحاور الساحل الغربي بالتزامن، بما يجعل الحوثيين أمام معضلة توزيع قواتهم المحدودة على جبهات مترامية الأطراف.
ماذا لو باغتتهم جبهات جديدة بالكامل؟
المواقع التي يعتقد الحوثي أنها آمنة قد تتحول إلى براكين تبتلع مواقعه الدفاعية. هذا ما يخشاه الحوثي أكثر من أي شيء آخر: عنصر المفاجأة.
في هذه اللحظة الحرجة، يسابق الحوثي الزمن بحثًا عن أي مؤشرات: تحركات، تحشيدات، أو استعدادات لوجستية قد توحي بقرب المعركة. لكنه لا يجد شيئًا!
الهدوء مخيم. كل شيء صامت.
الغموض هو الحاكم المطلق، مما يدفع الحوثي إلى استنزاف قدراته الاستخباراتية بحثًا عن طيف قادم لا يظهر.
العسكريون يعلمون أن الحرب حين تقترب بصمت، تكون أشد فتكًا.
الغموض هو السلاح الأخطر في معركة التحضير، ووضوحه الوحيد أنه يجعل العدو يعيش في قلق مستمر، يرهق نفسيًا، ويضعف الجاهزية مع مرور الوقت.
سياسيًا، فإن تأجيل إعلان المعركة أو تسريب خططها، يضع الحوثي في دائرة التحليل والاحتمالات المرهقة. وكلما طال زمن الحيرة، كلما ازدادت فرص الانقضاض عليه في اللحظة المناسبة.
ختامًا، اليمن اليوم يقف على حافة تغير ميداني كبير، وقد تكون الأيام القليلة القادمة حبلى بالمفاجآت التي ستغير ميزان القوى على الأرض.
من يعرف؟ ربما بدأ العد التنازلي بالفعل.. بصمت!
