بحث

هل تمكن الحوثيون من إسقاط طائرة F-18 أمريكية؟


الثلاثاء 29/أبريل/2025 - الساعة: 2:01 ص

الناقد نت - المحرر السياسي

قراءة تحليلية بين الرواية الحوثية والحقائق العسكرية : 

تداولت بعض الوسائل الإعلامية مؤخرًا مزاعم حول تمكن جماعة الحوثي في اليمن من إسقاط طائرة أمريكية مقاتلة من طراز F-18. لكن، عند تفحص هذه الادعاءات بعين التحليل والواقعية، تظهر معطيات تؤكد أن مثل هذا الحدث، لو وقع، لكان قد أحدث ضجة عالمية يصعب تجاهلها أو التكتم عليها.

أمريكا لا تستطيع إخفاء حوادث بهذا الحجم :

الولايات المتحدة ليست دولة من دول العالم الثالث التي يمكن فيها إخفاء خسائر عسكرية جسيمة، بل هي دولة ديمقراطية يحكمها نظام مؤسساتي قوي، تخضع فيه السلطات للمساءلة الدستورية والقانونية.

أي حادثة إسقاط لطائرة من طراز F-18 كانت ستسجل رسميًا عبر قنوات عسكرية ومدنية، ضمن إجراءات تقييم المخاطر، وبالتالي كان لا بد أن يتم الإعلان عنها بشكل شفاف.

الرواية الأمريكية، في مثل هذه القضايا، تبقى أكثر موثوقية مقارنة بروايات خصومها، نظرا لطبيعة النظام الأمريكي القائم على حرية الإعلام ومحاسبة السلطات.

إسقاط F-18 ليس كإسقاط مسيّرة: فارق نوعي وتكنولوجي :

لا بد من التمييز بين قدرات الحوثيين الحالية على إسقاط طائرات بدون طيار (مثل MQ-9) وبين قدرتهم على استهداف مقاتلات متقدمة مثل F-18.

الطائرات المسيرة مثل MQ-9 مخصصة للمهام الاستخباراتية، وقد سبق للحوثيين إسقاط بعض منها، لكن غالباً في ظروف ميدانية محددة.

تعتمد فرص النجاح في إسقاط المسيّرات على تحليقها على ارتفاعات منخفضة وبزوايا مكشوفة، كما حدث في مناطق مأرب أو نهم عندما تستهدف من مواقع جبلية مثل هيلان.


أما بالنسبة للطائرات المقاتلة المتطورة:

طائرات F-18 مزودة بأنظمة حرب إلكترونية عالية المستوى.

سرعتها وقدرتها على المناورة تجعل استهدافها يتطلب منظومات دفاع جوي متطورة للغاية، وهو أمر لا يتوافر حاليًا لدى الحوثيين.

مقارنة مع إيران: عامل إضافي ينفي مزاعم الحوثيين :

لفهم الأمر من زاوية أوسع، تجدر الإشارة إلى أن إيران –وهي دولة تمتلك دفاعات جوية متقدمة مثل منظومة "باور 373" و"خرداد 3"– لم تتمكن من إسقاط مقاتلات أمريكية من طراز F-15 أو F-16، رغم تحليقها فوق أجوائها واستهداف مواقع إيرانية في مناسبات معروفة مثل غارات أكتوبر 2014م.

فإذا كانت إيران ذات البنية العسكرية الضخمة لم تستطع، فكيف يمكن لجماعة الحوثي، بإمكانياتها المحدودة والمشتتة بفعل الحرب والحصار، أن تنجح في ذلك؟

تواجد F-18 في مسرح العمليات بشكل يومي :

رغم كل ما قيل، لا تزال طائرات F-18 جزءاً أساسياً من العمليات العسكرية اليومية في المنطقة. تحلق في الأجواء القريبة من مناطق النزاع دون أن تتعرض لأي تهديد جدي.

وهذا الواقع يختلف كليًا عن ما حدث سابقًا مع مروحيات الأباتشي، التي توقفت عن التحليق في بعض مناطق اليمن منذ عام 2019م نتيجة امتلاك الحوثيين لأسلحة قادرة على تهديدها.

الخلاصة: الحدث كان سيهز العالم لو حدث بالفعل:

إسقاط طائرة مقاتلة مثل F-18 كان سيعد حدثًا ضخمًا تتصدر أخباره وسائل الإعلام العالمية، ولما أمكن إخفاؤه بأي حال من الأحوال.
حتى الآن، لا يوجد أي دليل رسمي أو اعتراف أمريكي بوقوع مثل هذا الحادث، مما يجعل الرواية الحوثية مجرد دعاية حرب لا أكثر.

متعلقات:

آخر الأخبار