بحث

تصعيد عسكري غربي باليمن: رسالة أمريكية لإيران أم تجديد لصك الحرب؟


الخميس 01/مايو/2025 - الساعة: 12:55 م

الناقد نت - المحرر السياسي

في خضم تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، عادت الساحة اليمنية لتكون مركزًا لصراع الإرادات بين القوى الكبرى، حيث شنت الولايات المتحدة ضربات على أهداف في محافظة صعدة وميناء رأس عيسى، في ما اعتبره مراقبون تصعيدًا ذا دلالات استراتيجية تتجاوز الجغرافيا اليمنية، لتصل رسائلها إلى طهران.

ضربات أمريكية... رسائل بالنار في صعدة ورأس عيسى :

تناقلت وسائل الإعلام الغربية أمس تقارير تفيد باستهداف أمريكي لمواقع في محافظة صعدة، معقل جماعة الحوثي، إضافة إلى ضربات بأثر رجعي على ميناء رأس عيسى، وهو ميناء استراتيجي على البحر الأحمر.

هذه التحركات العسكرية تزامنت مع تجديد بريطانيا لعقد دعمها العسكري مع واشنطن بشأن الحرب في اليمن، ما اعتبره محللون تصعيدًا منسقًا يهدف إلى تأديب إيران عبر وكلائها في المنطقة.

لندن تجدد صفقة الحرب: دعم مباشر وشرعية دولية :

جاء توقيع بريطانيا على تمديد دعمها العسكري للتحالف بقيادة الولايات المتحدة للمرة الثانية منذ بداية العام، ليؤكد وجود إرادة دولية متجددة لمواجهة الحوثيين، خاصة وأن لندن تظل صاحبة القلم في ملف اليمن بمجلس الأمن الدولي.

ويشير مراقبون إلى أن الدور البريطاني كان محوريًا في إنقاذ صنعاء والحديدة من الحسم العسكري بيد الحكومة الشرعية سابقًا، وهو ما أسهم في إطالة أمد الحرب وتحويلها إلى صراع استنزاف طويل.

البحر الأحمر... مفتاح الأمن الأمريكي في الحرب اليمنية :

رغم تعقيد المشهد، إلا أن العودة إلى أصل النزاع توضح الصورة: الولايات المتحدة تسعى لضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، الذي يمثل شريانًا عالميًا للطاقة والتجارة.

ومع تنامي التهديدات الحوثية للسفن التجارية، أصبح من الضروري – بحسب واشنطن – توجيه ضربات مباشرة إلى قواعد الإطلاق ومخازن الأسلحة على الساحل الغربي.

الشرعية اليمنية... مكبلة بقيود الدعم العسكري :

في المقابل، تعاني القوات اليمنية الموالية للحكومة الشرعية من شلل استراتيجي ناتج عن ضعف التسليح، خصوصًا في ما يتعلق بالأسلحة الثقيلة، وغياب التغطية الجوية الكافية رغم المطالب المتكررة.

هذا الوضع يجعل من شن أي هجوم بري واسع النطاق مهمة شبه مستحيلة، ويضع القوى الموالية أمام خيار الانتظار والتريث حتى تتغير معادلات الدعم.

الحديدة في مرمى الحوثي... والقرار فردي :

من جهة أخرى، تشير معلومات ميدانية إلى أن الحوثيين قد أعدوا العدة منذ بداية عام 2024 لتوسيع نطاق سيطرتهم جنوب محافظة الحديدة، في انتظار انحسار الضغط الأمريكي عليهم.

ومن المتوقع – وفقًا لمصادر مطلعة – أن يتخذ الحوثي قرار الزحف بشكل منفرد، في محاولة لفرض معادلة استقرار طويلة الأمد بالقوة، وخصوصًا على خصومه المحليين، وعلى رأسهم العميد طارق صالح.

بين حرب البحر ورسائل النار... اليمن مجددًا في قلب العاصفة:

الواضح أن التصعيد الغربي في اليمن لا يتعلق فقط بحسابات داخلية يمنية، بل يتجاوزها ليعكس صراعًا جيوسياسيًا واسعًا، بين أمريكا الساعية لتأديب إيران، وبريطانيا الباحثة عن موقعها في الشرق الأوسط بعد "البريكست". وبين هذا وذاك، تبقى اليمن ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات، فيما يدفع الشعب اليمني الثمن الأكبر.

متعلقات:

آخر الأخبار